الإمامُ الصّادقُ عليه السلام : تَأمَّلِ الآنَ يا مُفَضَّلُ ما سُتِرَ عَنِ الإنسانِ عِلمُهُ مِن مُدَّةِ حَياتِهِ ؛ فإنَّهُ لَو عَرَفَ مِقدارَ عُمرِهِ وكانَ قَصيرَ العُمرِ لَم يَتَهنَّأْ بِالعَيشِ مَعَ تَرَقُّبِ المَوتِ وتَوَقُّعِهِ لِوَقتٍ قَد عَرَفَهُ ، بَل كانَ يَكونُ بِمَنزِلَةِ مَن قَد فَنى مالُهُ أو قارَبَ الفَناءَ ، فقَدِ استَشعَرَ الفَقرَ والوَجَلَ مِن فَناءِ
مالِهِ وخَوفِ الفَقرِ ، عَلى أنَّ الّذي يَدخُلُ عَلَى الإنسانِ مِن فَناءِ العُمرِ أعظَمُ مِمّا يَدخُلُ عَلَيهِ مِن فَناءِ المالِ ، لأِنَّ مَن يَقِلُّ مالُه يَأمَلُ أن يَستَخلِفَ مِنهُ فيَسكُنُ إلى ذلكَ ، ومَن أيقَنَ بِفَناءِ العُمرِ استَحكَمَ عَلَيهِ اليَأسُ ، وإن كانَ طَويلَ العُمرِ ثُمَّ عَرَفَ ذلكَ وَثِقَ بِالبَقاءِ ، وَانهَمَكَ فِي اللَّذّاتِ والمَعاصي ، وعَمِلَ عَلى أ نَّهُ يَبلُغُ مِن ذلكَ شَهوَتَهُ ثُمَّ يَتوبُ في آخِرِ عُمرِهِ ...
فإن قُلتَ : وها هُوَ الآنَ قَد سُتِرَ عَنهُ مِقدارُ حَياتِه وصارَ يَتَرَقَّبُ المَوتَ ، في كُلِّ ساعَةٍ يُقارِفُ الفَواحِشَ ويَنتَهِكُ المَحارِمَ ! قُلنا : إنَّ وَجهَ التَّدبيرِ في هذا البابِ هُوَ الّذي جَرى عَلَيهِ الأمرُ فيهِ ، فإن كانَ الإنسانُ مَعَ ذلكَ لا يَرعَوي ولا يَنصَرِفُ عَنِ المَساوئِ فإنَّما ذلكَ مِن مَرَحِهِ ومِن قَساوَةِ قَلبِهِ ، لا مِن خَطَأٍ فِي التَّدبيرِ .
امام صادق عليه السلام :
اما اگر عمرش دراز باشد و او از اين موضوع اطلاع داشته باشد، مطمئن مى شود كه هنوز خواهد بود و لذا غرق لذتها و گناهان مى شود و سعى مى كند كامرواييهايش را بكند و سپس در آخر عمر توبه نمايد...
ممكن است بگويى: هم اينك نيز كه مدت عمرش براى او نامعلوم است و هر لحظه انتظار فرا رسيدن مرگ را دارد، باز مرتكب زشتكارى و نافرمانى مى شود. در پاسخ مى گوييم: حكمتى كه براى نامعلوم بودن مدت عمر بيان كرديم همچنان به قوت خود باقى است. اما اگر انسان با اين حال، از زشتكارى باز نايستد و خويشتندارى نكند اين ديگر ناشى از سرمستى و سختدلى اوست نه اين كه تدبير و فلسفه كار، نادرست است.